ماي 12, 2011 عند 2:07 م | أرسلت فى Blogroll, Uncategorized, لبنان لبنان, مناجاة, مواقع عالمية, مباراة, مدونين, مدونة باقة ورد, مدونة دع الشمس تشرق, مدرسة, مشوار جد وجدة, أنبياء, أخ, أخت, أغاني, الفنون, الفضائل, القاهرة, القرآن الكريم, الله, المبادىء البهائية, المسلسلات الكورية, الوالدين, الأنجيل, الأديان, الأسرة, البهائية, البيت, التوراة, السلام العالمي, الغرفة البهائية لحوار الأديان, برامج عن البهائية - حريق قريه الشورانية, جريدة, حقوق الأنسان, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, رحلة, رسل, ست الحبايب, صورة أطفال, صداقة, طفولة, عادات | تعليق واحد
الأوسمة:

……..ولقد أعلن حضرة بهاء الله قبل خمسين سنة مبدأ الصّلح العموميّ بين الدّول وأعلن الصّلح العموميّ بين الملل وأعلن الصّلح العموميّ بين الأديان وأعلن الصّلح العموميّ بين الأوطان وتفضّل قائلاً إنّ أساس الأديان واحد وجميع الأديان أساسها الألفة والوئام وإنّما الاختلاف في التّقاليد ولا دخل لهذه التّقاليد في التّعاليم الإلهيّة. وحيث إنّ التّقاليد مختلفة فقد أصبحت سببًا للنّزاع والقتال. أمّا لو جرى تحرٍّ للحقيقة فإنّ جميع الأديان تتّحد وتتّفق.
ويتفضّل أنّ الدّين يجب أن يكون سبب الألفة والاتّحاد وسبب الارتباط بين قلوب البشر. فإذا أصبح الدّين سبب النّزاع والجدال فلا شكّ أنّ عدم التّدين أحسن لأنّ عدم الشّيء المضرّ أحسن من وجوده. وإنّ الدّين علاج إلهيّ وهو دواء لكلّ مرض من أمراض النّوع الإنسانيّ وهو مرهم لكلّ جرح أمّا إذا أُسيء استعماله وأصبح سببًا للحرب والجدال وعلّة لسفك الدّماء فلا شكّ أنّ عدمه خير من وجوده.

وكذلك صرّح حضرة بهاء الله بضرورة الصّلح العموميّ بين الدّول والملل وبيّن مضار الحرب لأنّ النّوع الإنسانيّ أمّة واحدة والجميع سلالة آدم وآدم واحد والجميع أبناء أب واحد وأفراد عائلة واحدة وغاية ما في الأمر أنّها عائلة كبيرة. ولو أمكن تصوّر وجود أجناس مختلفة في عائلة واحدة لأمكن القول بجواز الاختلاف والنّزاع ولكن ما دام الجميع أفراد عائلة واحدة فإنّهم لا يمكن أن يكونوا أجناسًا مختلفة. لهذا فإنّ التّمييز كقولنا هؤلاء إيطاليّون أولئك ألمان وهؤلاء إنكليز والآخرون روس وهؤلاء إيرانيّون والآخرون أمريكيّون – إنّما هو مجرد أوهام. فالجميع بشر وكلّهم خلق الله وكلّهم سلالة واحدة وكلّهم أولاد آدم واحد وهذه الاصطلاحات والتّعابير وهميّة.
 أمّا بالنّسبة للتّعصّبات الوطنيّة فإنّ الكرة الأرضيّة موطن لكلّ إنسان وهي موطن واحد لا مواطن متعدّدة وهي وطن واحد للنّوع الإنسانيّ أمّا الحدود الوهميّة الّتي لا أساس لها فقد اخترعها بعض المستبدّين في القرون الماضية وبها أحلّوا الحرب والقتال بين البشر وكان هدفهم الشّهرة واغتصاب الممالك ولهذا خلقوا إحساسات حبّ الوطن لترويج مقاصدهم الشّخصيّة وكانوا هم يعيشون في القصور العالية ويصيبون نصيبًا موفورًا من كلّ نعمة فيأكلون أغذية لذيذة وينامون في فرش منضودة من الرّيش ويسيرون ويتنزّهون في الحدائق الملكيّة وعندما كان يصيبهم السّأم كانوا يرقصون في صالات الرّقص مع النّساء الجميلات كالأقمار ويصغون إلى الموسيقى السّاحرة ولكنّهم يقولون لهؤلاء الكادحين ولهؤلاء الرّعايا ولهؤلاء المساكين ولهؤلاء الفلاحين اذهبوا إلى ميدان الحرب ليسفك بعضكم دماء البعض الآخر وليهدم بعضكم بيوت البعض الآخر فأنتم الجنود ونحن أصحاب الرّتب والمناصب والرّؤساء والقادة. ويقول البعض لماذا تخرّبون مملكتنا؟ فيجيبهم البعض الآخر: لأنّكم أنتم ألمان ونحن فرنسيّون. لكن مؤسّسي كلّ هذه الحروب مشغولون بالأفراح في قصورهم لا ينفكّون عن سرورهم وفرحهم. أمّا دماء هؤلاء المساكين فلماذا تُسفك؟ إنّها تُسفك من أجل الأفكار الوهميّة في أنّ هذه أمّة فرنسيّة وتلك أمّة ألمانيّة في حين أنّ الاثنين بشر وأفراد عائلة واحدة وكلاهما أمّة واحدة ويجعلون اسم الوطن سببًا في هذا السّفك للدِّماء والحقيقة أنّ هذه الكرة الأرضيّة وطن واحد.
إذن يجب أن يتحقّق الصّلح في جميع الأوطان. فلقد خلق الله كرة أرضيّة واحدة وخلق نوعًا إنسانيًّا واحدًا وهذه الكرة الأرضيّة موطن للجميع. ونحن جئنا ففرضنا حدودًا وهميّة مع أنّ هذه الحدود وهم من الأوهام. فقلنا إنّ أحدهما ألمانيا والآخر فرنسا وشرعنا نحارب بعضنا البعض الاخر قائلين إنّ هذا هو الوطن الألمانيّ المقدّس وهو يستحقّ العبادة ويستحقّ الحماية ولكنّ تلك القطعة غير صالحة يجب قتل أهلها ونهب أموالها وأسر أطفالها ونسائها. فلماذا يسفك الإنسان الدّماء من أجل هذه الخطوط الوهميّة ويقتل أبناء نوعه من أجل ماذا؟ من أجل محبّة هذا التّراب الأسود. في حين أنّ الإنسان يعيش بضعة أيّام فوق هذه الأرض وبعد ذلك تصبح هذه الأرض قبرًا أبديًّا له.
فهل يليق أن نسفك كلّ هذه الدّماء من أجل هذا القبر الأبديّ؟ سوف يخفي هذا التّراب أجسامنا في جوفه إلى الأبد وهذا التّراب قبرنا فلماذا نتحارب ونتعارك من أجل هذا القبر الأبديّ؟ أيّة جهالة هذه؟ وأيّة ضلالة هذه؟ وأيّة غباوة هذه؟
أملي أن تعيش جميع الملل في منتهى المحبّة والألفة مثل عائلة واحدة كإخوان وأخوات لأمّهات وآباء، واحدة في صلح وسعادة.
من خطب حضرة عبد البهاء في أروبا وأمريكا عام 1912

مراحل تطور البشرية ( المرحلة الثالثة ) ورؤية بهائية

مارس 31, 2011 عند 3:00 م | أرسلت فى كأس العالم - إحتفالية - كرة القدم - جنوب أفريقيا, لوح أحمد, مناجاة, مواقع عالمية, القاهرة, القرآن الكريم, الطاهرة, الغناء, برامج عن البهائية - حريق قريه الشورانية, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, درس, دعاء, ذكريات, شم النسيم - عيد الربيع - كاظم الساهر - عيد القيامة - عيد الرضوان, شريك العمر, شعر, صورة أطفال, صداقة, طفولة | أضف تعليق
الأوسمة:

وما السلام أو الصلح الأصغر ألاَّ مقدمة ضرورية للمرحلة الثالثة من ظهور النظام العالمي وهي مرحلة ستتحقق بالتدريج ودعاها بهاء الله بمرحلة “السلام الأعظم”. إنَّ بزوغ هذه المرحلة كما قال حضرته سيتزامن مع ظهور النظام العالمي. أمَّا وصف حضرة شوقي أفندي لهذا النظام المستقبلي فقد ذكر سابقًا في هذا الفصل. وفي موضع آخر

تحدث حضرة ولي أمر الله عن هذا النظام بأنَّه “الاندمـاج النهائي لجميع الأجناس والعقائد والطبقات والشعوب”. ولكن السلام الأصغر سيتحقق بواسطة “شعوب الأرض الغافلة عن ظهور حضرة بهاء الله والتي تنفـذ مبادئه بصورة لا إرادية”. أمَّا السـلام الأعظم فسيتحقـق بعد “الاعتراف بمميزات وأحقية دعوة بهاء الله( )”. وكما يعتقد البهائيون فإنَّه خلال تطور البشرية من مرحلة السلام الأصغر إلى مرحلة السلام الأعظم ستقر الشعوب تمامًا بدعوة حضرة بهاء الله وستقبل بمبادئه وتطبقها غالبية أفراد الجنس البشري.

يمكن اعتبار النظام الإداري البهائي نظام جنيني للنظام العالمي المستقبلي. وطبقًا لما ذكره حضرة شوقي أفندي فإنَّ مؤسسات وقوانين النظام الإداري البهائي مقدّر لها أن تصبح “نموذج للمجتمع المستقبلي، وهذا النموذج يعتبر أداة جيدة لتأسيس السلام الأعظم ووسيلة لوحدة العالم وإعلان العدل والمساواة والخير والرفاهية لعموم البشر(2)”.

إنَّ رؤية السلام الأعظم يتوافـق مع رؤيا حبقوق فـي التوراة والتي تشير إلى الزمن الذي “سيعّم الأرض العلم الإﻟﻬﻲ وعظمته مثلما يملأ الماء البحر “(سفر حبقوق – أصحاح 2 – آية 14) إنَّه دلالة على “شفاء الشعوب” الموعود في رؤيا يوحنا اللاهوتي بالإنجيل (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي – أصحاح 22 – آية 2). هذا السلام لن يأتي بحضارة عالمية فحسب بل بروحانية تشمل الشعوب والقبائل جمعاء. إنَّه يمثل “قدوم العصر الموعود لكافة أركان الجنس البشري(3)”.

كما تحدث حضرة شوقي أفندي عن السلام الأعظم بقوله الكريم:

“عندها ستولد الحضارة العالمية وتزدهر وتخلد نفسها، وستكون حافلة وخصبة بالحياة بحيث لم ير العالم شبهها ولم يتخيلها أحدٌ من قبل. عندئذ سيتحقق العهد الأبدي بشكل كامل وتتحقق الوعود المذكورة في جميع الكتب المقدسة السماوية وتتحقق جميع النبوءات التي وردت على لسان النبيين والمرسلين ويتجلى ما تغنى به ذوو البصيرة والشعراء في رؤاهم. وعندها ستنعم الأرض بدين عالمي بإﻟﻪ واحد أحد، ويكون ولاؤهم وإخلاصهم لدين واحد. وعندها ستعكس الأرض، على الرغم من بعض العثرات، ذلك الجلال والعظمة المتلألئة من سلطنة حضرة بهاء الله الملكوتية… وتصبح الأرض جنة من الملكوت الأبهى وقادرة على تحقيق ذلك المصير العظيم الذي قدّره الخالق لها منذ الأزل بفضل محبّته وحكمته( )”.

يعتقد البهائيون بأنَّ الإرادة الإﻟﻬﻴﺔ تعمل في اتجاهين أو على مستويين. فمن جهة هناك الإرادة الإﻟﻬﻴﺔ المطلقة الموجودة في كل مكان والتي تدخل في قلب كل حدث في تاريخ البشرية وتبدو في الظاهر غير ذي بال. إلا أنَّ كل شيء على المدى البعيد يخدم الهدف الإﻟﻬﻲ في توحيد الجنس البشري. ولهذا السبب يدعم البهائيون الكثير من القضايا العالمية والإنسانية ويحاولون أن يستثمروا الجوانب الإيجابية من القضايا الأخرى حتى لو لم يوافقوا على بعض جوانبها.

ومن جهة أخرى، يؤمن البهائيون بأنَّ دينهم و نظامه الإداري يمثلان حلقة وصل بين المشيئة الإﻟﻬﻴﺔ والعالم الإنساني في هذا

العصر، وبه تسري روح الوحدة ونهجها وتتغلغل في شئون البشر. ولهذا يرى البهائيون بأنَّ وظيفتهم الرئيسية هي أن يكونوا بمستوى كمال تلك الأداة الممنوحة من الحق تبارك وتعالى للبشرية. وعندما يبدأ نفوذ هذا الظهور الجديد في التغلغل في جسم البشرية ككل سيأخذ السلام الأصغر بالتحول تدريجيًا إلى السلام الأعظم وسيدرك الناس إرادة الله سبحانه وتعالى للجنس البشري ويشهدون تأسيس ملكوت الله على الأرض.
“الإقرار صراحة بأنَّ التعصب والحرب والاستغلال لا تمثل سوى مراحل انعدام النضج في المجرى الواسع لإحداث التاريخ وبأنَّ الجنس البشري يمّر اليوم باضطرابات حتمية تسجل بلوغ الإنسانية سن الرشد الجماعي. إنَّ مثل هذا الإقرار يجب ألاَّ يكون سببًا لليأس بل حافزًا لكي نأخذ على عواتقنا المهمة الهائلة، مهمة بناء عالم يعيش في سلام. والموضوع الذي نحثّكم على درسه وتقصّيه هو أنَّ هذه المهمة ممكنة التحقيق وأنَّ القوى البناءة اللازمة متوفرة وأنَّ البنية الاجتماعية المّوحدة يمكن تشييدها(2)”.

تمَّ توزيع هذه الرسالة بلغات متعددة لمئات الألوف من المسئولين الحكوميين وقادة الفكر والعاملين في شتى مجالات الجهود الإنسانية، ونتيجة لذلك أصبح هناك إعلان عالمي مثير للدين البهائي. وخلال العقد الذي تلا ذلك كانت المفاهيم التي طرحتها هذه الرسالة هي المحور الرئيسي للمناقشات والأبحاث البهائية وأنشطة المعلومات العامة. وعلى الرغم من أنَّ الرسالة عرّفت حضرة بهاء الله بوضوح بأنَّه واضع لمبادئ ومفاهيم متطورة وأنَّه أيضًا “مؤسس الدين البهائي(3)”،

ولكنها لم تحاول مناقشة طبيعة مهمته أو الرسالة السماوية التي أتى بها.

منذ أن قام مجلس النواب البرازيلي بالإطراء على هذا الظهور الجديد أخذت الجلسات البهائية العامة تركز الضوء بصورة أكثر على شخصية حضرة بهاء الله ليس بصفته مؤسس دين فحسب بل بصفته موجد مجموعة من الأفكار العظيمة التي تدور حول طبيعة الجنس البشري وتنظيم المجتمع الإنساني. إنَّه دون شك دلالة على تنامي الثقة بالجامعة البهائية من قبل كل من قرأ عن البهائية أو سمع عنها، وإنَّ النقاش العام حول القضايا العالمية والمجهودات التبليغية لأفراد هذه الجامعة أخذت تؤتي أكلها. ففي الذكرى المئوية لوفاة حضرة بهاء الله أصدرت الجامعة البهائية العالمية كتيّبًا مختصرًا عن حياته وأعماله تم نشره بشكل واسع، وجاء في افتتاحية هذا الكتيب ما يلي: “يجد الجنس البشري نفسه وهو على أعتاب حقبة تاريخية جديدة تسجل نهاية ألف عام وبداية ألف عام أخرى في أمسّ الحاجة إلى العثور على رؤية تقوده إلى جوهر الوحدة إنسانًا ومجتمعًا… فإنَّه دون أن يملأ النفوس إيمان مشترك برؤيا موحّدة تصور لنا التاريخ في مجرى أحداثه ونهاية أهدافه يصبح من غير المعقول وضع أسس مجتمع عالمي موحّد تقرر جماهير البشر الالتزام به”.

“تنبسط مثل هذه الرؤيا الواضحة المعالم في آثار بهاء الله الذي ظهر في القرن التاسع عشر الميلادي كصاحب رسالة تمثل في نشأتها ونفوذها المتعاظم أروع تطور في التاريخ الديني المعصر لهذه الظاهرة ما يفسرها في عالمنا المعاصر ولكنها بالأحرى مرتبطة بتحولات خطيرة في مسار الجنس البشري عبر ماضيه المشترك. لقد أعلن بهاء الله أنَّه ليس إلاَّ رسول من عند الله بعث ليلّبي احتياجات عصر بلغت فيه الإنسانية مرحلة النضج.

حتمية التّطور والتّجدّد

فيفري 16, 2011 عند 4:12 م | أرسلت فى Uncategorized, مناجاة, مواقع عالمية, مباراة, مدونين, مدونات بهائية, مدونة باقة ورد, مدونة دع الشمس تشرق, مدرسة, مشوار جد وجدة, وحدة الجنس البشرى, أغاني, الفنون, الفضائل, القاهرة, القرآن الكريم, الله, الموسيقى, المبادىء البهائية, المسلسلات الكورية, الأنجيل, الأحتفال, الأسرة, البهائية, التاريخ, السلام العالمي, الغاء خانة الديانة, الغرفة البهائية لحوار الأديان, برامج عن البهائية - حريق قريه الشورانية, جريدة نهضة مصر, حقوق الأنسان, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, درس, ذكريات, صورة أطفال, صداقة, طفولة | أضف تعليق
الأوسمة: ,

الخطبة المباركة لحضرة عبد البهاء ألقيت في مؤتمر الموحّدين بمعبد ترامونت في بوسطن – أمريكا في 22 أيّار سنة 1912

هو الله

وصلت من السّفر توًّا في هذه اللّيلة وأنا متعب ومع هذا فسوف أتكلّم قليلاً لأنّني أرى جمعًا محترمًا قد حضر إلى هذا المكان وأرى لزامًا عليّ أن أتكلّم.

لاحظوا أنّ جميع الكائنات في حركة لأنّ الحركة دليل على الوجود والسّكون دليل على الموت وكلّ كائن ترونه متحرّكًا فهو حيّ وكلّ كائن ترونه غيرمتحرّك فهو ميّت.

إذا جميع الكائنات في تطوّر ونموّ وليس لها سكون أبدًا ومن بين الكائنات المعقولة الدّين. فيجب إذًا أن يكون الدّين متحرّكًا، وأن ينمو يومًا فيومًا وإنّه لم يتحرك بقي خامدًا وصار ذابلاً لأنّ الفيوضات الإلهيّة مستمرّة.

وما دامت الفيوضات الإلهيّة مستمرّة فالدّين إذًا يجب أن ينمو ويترعرع. وإذا دقّقتم النّظر ترون أنّ جميع الأمور قد تجدّدت لأنّ هذا القرن النّورانيّ هو قرن تجديد جميع الأشياء، فقد تجدّدت العلوم والفنون وتجدّدت المخترعات والمكتشفات وتجدّدت الأنظمة والقوانين وتجدّدت التّقاليد والعادات وتجدّدت الأفكار ولم يعد لعلوم القرون الماضية وقوانينها وعاداتها فائدة لأنّ هذا القرن قرن المعجزات وقرن ظهور الحقيقة وهو كالشّمس السّاطعة بين القرون الماضية.

تأمّلوا قليلاً في العلوم فهل هناك فائدة من علوم القرون الماضية؟ أو هل هناك فائدة للقوانين الطّبية القديمة؟ أو هل للنّظم الاستبدادية القديمة من فائدة؟ فواضح أنّ كلّ واحد منها لا فائدة منه فكيف تكون هناك فائدة اليوم من تقاليد الأديان الماضية؟ تلك التّقاليد الّتي نشأت من الأوهام لا من أساس رسالات أنبياء الله. وهل يمكن اليوم أن تنتج فائدة وخاصّة لدى أولي العقل والعلم؟

فهؤلاء يرون أنّ هذه التّقاليد ليست مطابقة للحقيقة والعلم بل هي مجرّد أوهام لهذا فقد تمسّك المادّيّون اليوم بهذه الذّريعة وصاروا يقاومون الأديان.

ولكنّ أنبياء الله أسّسوا الدّين الحقيقيّ وهم براء من هذه التّقاليد. فهم نشروا معرفة الله وأظهروا الأدلّة العقليّة وشيّدوا صرح الأخلاق الإنسانيّة وروَّجوا فضائل العالم الإنسانيّ. وقد كانت هذه الأسس الّتي وضعها الأنبياء سبب حياة البشر وسبب نورانيّة العالم الإنسانيّ.

ولكن وللأسف تبدّلت تلك الحقائق الّتي نشرها الأنبياء تبدّلاً كلّيًّا. ومحت تعاليمهم الّتي تحمّلوا البلايا والمحن العظيمة من أجل تنفيذها نتيجة تفشّي التّقاليد. فقد تحمّل وكابد كلّ واحد من الأنبياء محنًا وعذابًا يفوق طاقة البشر ونفي بعضهم حتّى أسّسوا الأساس الإلهيّ ولكن لم تمضِ مدّة حتّى ذهب أساس الحقيقة وحلَّت محلّه التّقاليد. وحيث إنّ التّقاليد كانت مختلفة لذا فقد صارت سبب الاختلاف والنّزاع بين البشر فانتشرت الحروب في ما بينهم.

ولكنّ الأنبياء لا يعلمون شيئًا عن هذه التّقاليد بل هم براء منها لأنّهم واضعو أسس الحقيقة. فإذا تركت أمم العالم هذه التّقاليد اليوم وتحرّت الحقيقة فإنّها لا شكّ تتّحد وتتّفق.

والحقيقة واحدة لا تقبل التّعدّد. والحقيقة هي نور التّوحيد وأساس وحدة العالم الإنسانيّ أمّا التّقاليد فإنّها سبب فرقة البشر ومنشأ الحرب والجدال.

إنّ جميع الأديان الّتي تعرفونها اليوم ناشئة عن تقليد الآباء والأجداد. فالشّخص اليهوديّ أبوه يهوديّ ولذلك فهو يهوديّ أيضًا ولو كان أبوه مسيحيًّا لكان هو مسيحيًّا أيضًا. وذاك أبوه بوذيّ فأصبح هو بوذيًّا أيضًا ولو كان والده زرادشتيًّا لكان هو زرادشتيًّا أيضًا فهؤلاء الأولاد كلّهم يقلّدون آباءهم ولا يتحرّون الحقيقة أبدًا وقد بقوا تحت وطأة التّقاليد وصارت هذه التّقاليد سبب اضطراب العالم الإنسانيّ وما لم تمحَ هذه التّقاليد لا يحصل اتّحاد واتّفاق وما لم تزل هذه التّقاليد فلن تكون راحة وطمأنينة في العالم الإنسانيّ.

إذن يجب أن تتجدّد حقيقة الأديان الإلهيّة مرّة أخرى لأنّ كلّ دين هو بمثابة حبّة نبتت ونشأت منها أغصان وأزهار وظهرت ثمارها لكنّ هذه الشّجرة أصبحت اليوم قديمة وتساقطت أوراقها وتوقّف إثمارها بل اهترأت فما الفائدة بعد هذا من التّشبّث بها. إذن يجب أن نزرع البذرة من جديد.

وبالنّظر إلى أنّ أساس الأديان الإلهيّة واحد فإذا ترك البشر التّقاليد جانبًا اتّحدت جميع الأمم والأديان وأصبح الجميع رحماء ولم يبقَ نزاع في ما بينهم قطّ لأنّ الكلّ عبيد إله واحد والله رؤوف بالكلّ ورازق للكلّ ومحيي للكلّ ومعطي للكلّ كما يتفضّل حضرة المسيح: “إنّ الشّمس الإلهيّة تشرق على العاصي والمطيع” وهذا يعني أنّ رحمة الله عامّة وأنّ كلّ البشر في ظلّ عناية الحقّ غارقون في بحر النّعمة الإلهيّة وأنّ الفيض والموهبة الإلهيّة شاملة للكلّ.

وقد تهيّأ للجميع طريق التّرقي اليوم. والتّرقي قسمان: جسمانيّ وروحانيّ. فالتّرقي الجسمانيّ سبب الرّاحة في الحياة الدّنيا أمّا التّرقي الرّوحانيّ فسبب عزّة العالم الإنسانيّ لأنّه يخدم العالم الإنسانيّ وعالم الأخلاق. وهكذا فالمدنيّة الجسمانيّة سبب السّعادة الدّنيويّة أمّا المدنيّة الإلهيّة فسبب العزّة الأبديّة لعموم البشر.

وقد أسّس أنبياء الله المدنيّة الرّوحانيّة وخدموا عالم الأخلاق وبنوا الأخوّة الرّوحانيّة، والأخوّة على أنواع فهناك أخوّة عائليّة وأخوّة وطنيّة وأخوّة جنسيّة وأخوّة أدبيّة وأخوّة لغويّة ولكنّ هذه الأنواع من الأخوّة لا تؤدّي إلى إزالة التّنازع والتّقاتل بين البشر. أمّا الأخوّة الرّوحانيّة المنبعثة من الرّوح القدس فإنّها تؤدّي إلى حصول الارتباط التّام بين البشر وتقتلع جذور الحرب اقتلاعًا تامًّا وتجعل الأمم المختلفة أمّة واحدة والأوطان المتعدّدة وطنًا واحدًا لأنّها تؤسّس الوحدة وتخدم الصّلح العموميّ.

لهذا يجب أن نعرف أساس الأديان الإلهيّة وأن ننسى هذه التّقاليد وأن ننشر حقيقة التّعاليم الإلهيّة ونعمل بموجبها حتّى تنتشر الأخوّة الرّوحانيّة العموميّة بين البشر. وإنّ هذا لن يتحقّق بغير قوّة الرّوح القدس، فالسّعادة النّاسوتيّة تتحقّق بها، والعزّة اللاّهوتيّة تتحقّق بها، والاستفاضة من الفيض الأبديّ في جميع المراتب تتحقّق بها، وإعلان الصّلح العموميّ يتحقّق بها، ووحدة العالم الإنسانيّ تتحقّق بها، وبقوّة الرّوح القدس هذه يصبح هذا القرن نورانيًّا ويتحقّق النّجاح والفلاح ويتّحد عموم البشر وتصبح جميع الأوطان وطنًا واحدًا وجميع الملل ملّة واحدة وليست هناك منقبة أرفع من هذه في العالم الإنسانيّ.

ولله الحمد لقد ترقّت العلوم والفنون في هذا القرن وفاز النّاس بحرّيّة أكثر من ذي قبل وارتقت العدالة وأصبح هذا القرن جديرًا بالعنايات الرّبّانيّة. لقد حلّ قرن تأسيس الصّلح العموميّ ووحدة العالم الإنسانيّ.


ولتأتي المناسبات الدينية لتلقي بظلال من الطمأنينة والسرور (كل عام وأنتم بخير بمناسبة المولد النبوى الشريف )

فيفري 8, 2011 عند 12:22 م | أرسلت فى Uncategorized, لوح أحمد, مدونة باقة ورد, مدونة دع الشمس تشرق, مشوار جد وجدة, الفنون, الفضائل, القاهرة, الله, المبادىء البهائية, المسلسلات الكورية, الوالدين, الأنجيل, الأحتفال, الأديان, الطاهرة, الغناء, الغرفة البهائية لحوار الأديان, حقوق الأنسان, حديقة, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, روح, رياضة, رحلة, رسل, زواج, ست الحبايب, شريك العمر, صورة أطفال, صداقة, طفولة, عادات, عروسة المولد | أضف تعليق
الأوسمة:

أيام ونستقبل ذكرى مولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي أرسل الله روحه الطاهرة رحمة للعالمين،ليتنا نستقبل هذه المناسبة الكريمة ونفكر في حالنا ونعيد النظر في سلوكنا ومسلكنا مع أنفسنا ومع أبناءنا وطريقة تربيتنا لهم ومع الآخرين فتحمل ألسنتنا الكلمات الطيبة الرحمية وفلوبنا كل المودة والرحمة لجيراننا وأصدقاءنا وأهلنا لنعيد السرور إلى القلوب والأمان للنفوس التي عاشت أيام صعبة ومازلنا نعاني من أثرها . كل عام وكل الشعب المصرى والعربي والعالم بأجمعه بالف الف خير وسلام.

(على الأحباء أن يكونوا في عالم الوجود رحمةً للعالمين، ولا يلتفتوا إلى العصيان والطغيان ولا ينظروا إلى الظلم والعدوان. عليهم أن يغضّوا الطرف، ويروا البشر كالشجر ذات الأغصان والأفنان والثمر، ويفكروا دومًا ان يؤدوا عملاً خيرًا، ويظهروا محبة ورعاية ومودة وإعانة إلى الناس. لا يعادوا شخصًا ولا يضمروا شرًّا، بل يحبّوا كل من على الأرض ويصاحبوا حتى الغريب. لا يتقيدوا بقيد وانما متحررون من القيود. اليوم الشخص المقرّب للعتبة الإلهية هو من يعطي كأس الوفاء لأهل الجفاء ويهب العطاء للأعداء، ويعين كل مظلوم ويجعل كل خصم لدود صديق ودود. هذه هي وصايا جمال المبارك، وهذه نصائح الاسم الاعظم. ) من الآثار البهائية

الحرية ………..إلى أين ؟؟؟؟؟

جانفي 18, 2011 عند 9:25 ص | أرسلت فى Uncategorized, مدونة بهائي مصري, مدونة باقة ورد, مدونة دع الشمس تشرق, مشوار جد وجدة, الفنون, الفضائل, القاهرة, الزواج, السلام العالمي, الغرفة البهائية لحوار الأديان, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, صورة أطفال, صداقة, طفولة, عام جديد | 3 تعليقات
الأوسمة:

جميع الخلق يبتغون الحرية ولكن ماهو مقدار هذه الحرية وماهى حدودها في حياتنا ولأي مدى يجب أن نتمسك بها ؟؟؟

آمنت طوال حياتي بأن الحرية الحقيقية هي مارسمته يد القدرة الإلهية لنا من طريق فعن طريق التعاليم السماوية والأحكام الإلهية نستطيع أن نعيش بحدود تريح أنفسنا وتريح الآخرين ( قل الحرية في إتباع أوامري ) وهذا هو محض اختيار الإنسان فهناك قوانين مدنية تحكم هذه الحريات وتنظم العلاقة فيما بينهم ولكن هل هذه القوانين تظل مع الإنسان تراقبه حتى في بيته ؟؟؟؟؟؟؟؟

(فعندما يتربى الإنسان في ظل الكلمة الإلهية يقطع علاقته قلبيا من جميع الأشياء ويرتاح من جميع المشقات والأحزان فلا تمنعه الثروة  والقدرة الظاهرتين من الاعتدال  والإنصاف كما أن  الفقر والفاقة لايؤثران في اطمئنانه وسروره. وكلما يتدرج ضمير الإنسان عاليا يكون قلبه أكثر إطلاقا وحرية وروحه   أكثر استبشارا، ففي دين الله توجد حرية الأفكار ذلك لأنه ليس هناك من يحكم على ضمير الإنسان سوى الله ولكن هذه الحرية يجب أن لا تخرج عن حدود الآداب غير أنه ليس في دين الله حرية الأعمال . حيث لا يستطيع الإنسان أن يتجاوز عن حدود القانون الإلهي ولوأنه لا يسبب ضررا للآخرين . ذلك لأن الهدف من القانون الإلهي هو تربية الإنسان نفسه وغيره، لأن الضرر الطارئ لنفس الإنسان وسواه سيان عند الله وكلاهما مذموم ، يجب أن تأخذ خشية الله مكانها في القلوب وينبغي للإنسان أن لا يرتكب ماهو مذموم عند الله . فبناء على ذلك لا توجد في الدين الإلهي حرية الأعمال تلك الموجودة في عرف أوروبا وأما حرية الأفكار يجب أن لا تتعدى الآداب. وتكون الأعمال مقرونة بخشية الله ورضائه . أرجو أن تكونوا سببا  لنورانية هذه البلاد ووسيلة لتعديل أخلاق النفوس ) من الأثار البهائية

(إنا نرى بعض الناس أرادوا الحرية ويفتخرون بها أولئك في جهل مبين ، أن الحرية تنتهي عواقبها إلى الفتنة التي لاتخمد نارها كذلك يخبركم المحصي العليم، فاعلموا أن مطالع الحرية ومظاهرها هي الحيوان وللإنسان ينبغي أن تحت سنن تحفظه عن جهل نفسه وضر الماكرين، أن الحرية تخرج الإنسان عن شؤون الأدب والوقار وتجعله من الأرذلين، فانظروا الخلق كالأغنام لابد لها من راع ليحفظها أن هذا لحق يقين، أنا نصدقها في بعض المقامات دون الآخر أنا كنا عالمين ، قل الحرية في إتباع أوامري لو أنتم من العارفين . لو أتبع الناس ما أنزلناه من سماء الوحي ليجدن أنفسهم في حرية بحتة طوبى لمن عرف مراد الله فيما نزل من سماء مشيئته المهيمنة على العالمين ، قل أن الحرية التي تنفعكم أنها في العبودية لله الحق والذي وجد حلاوتها لايبدلها بملكوت ملك السموات والأرض ) حضرة  بهاء الله

أمنية رأس السنة الجديدة 2011

ديسمبر 24, 2010 عند 11:29 ص | أرسلت فى مناجاة, مواقع عالمية, مدونين, مدونات بهائية, مدونة بهائي مصري, مدونة باقة ورد, مدونة دع الشمس تشرق, مشوار جد وجدة, الفنون, الفضائل, القاهرة, القرآن الكريم, اليوم العالمي للمرأة - عيد الطفولة - البهائية - حضرة بهاء الله, الأنجيل, الأحتفال, الأديان, الغرفة البهائية لحوار الأديان, جريدة, حقوق الأنسان, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, درس, دعاء, ذكريات, ست الحبايب, شريك العمر, شعر, صورة أطفال, صداقة, طفولة | أضف تعليق
الأوسمة:

يالها من أمنية الأماني والتي أتمنى تحققها كلما صحوت من نومى وتوجهت بالدعاء للخالق العظيم …….أمنية أطلبها كلما رأيت الأجيال الصغيرة وهى تروح وتغدو وتلعب وتلهو وتقفز مرحا وكأن الدنيا ملك يديها أطلبها كلما رأيت أحفادي أمامي وتمنيت أن تكون أيامهم أفضل وأحلى ويعيشون عصر السلام الذي نرتقبه وسط الظلام وهو يضىء بنور بسيط ولكنه قوى وسيزيد مع الوقت وكلما تمنته الناس ودعوا من أجله وكلما غيرنا من أفكارنا ومفاهيمنا وحللنا مكانها أفكار تقودهم لهذا السلام المرتقب تلك هى أمنيتى في العام الجديد وكل عام وأنتم جميعا بكل خير .

هو الله

يا أهل العالم إذا سرتم في الأرض ومشيتم في مناكبها وجدتم أنّ كلّ ما هو معمور سببه الألفة والمحبّة، وأنّ كلّ ما هو مطمور ناتج عن العداوة والبغضاء. ومع ذلك لم ينتبه الجنس البشريّ إلى ذلك ولم يفق من سبات الغفلة، وما زال البشر يفكّرون في الخلاف والنّزاع والجدال وحشد الجيوش لتصول وتجول في ميادين النّزال والقتال.

وإذا نظرتم إلى الكون والفساد والوجود والعدم وجدتم أنّ كلّ كائن مركب من أجزاء متنوّعة متعدّدة، وأنّ وجود الشّيء ناتج عن التّركيب بمعنى أنّ الإيجاد الإلهيّ إذا أحدث تركيبًا معيّنًا بين العناصر البسيطة تشكل من هذا التّركيب كائن معين. وجميع الموجودات على هذا المنوال. فإذا حدث في هذا التّركيب خلاف أو تحلّلت أجزاؤه وتفرّقت انعدم هذا الكائن. ومعنى ذلك أنّ انعدام الشّيء ناتج عن تحليل عناصره وتفرّقها. وعلى هذا فكلّ تركيب وتآلف يتمّ بين العناصر هو سبب الحياة، وكلّ اختلاف وتحلّل وتفرّق يدبّ بينها هو علّة الممات. وبالاختصار إنّ تجاذب الأشياء وتوافقها سبب لحصول النّتائج المفيدة والثّمار الطّيّبة، وإنّ تنافر الأشياء واختلافها سبب للاضمحلال والاضطراب. فمن التّآلف والتّجاذب تتحقّق جميع الكائنات ذات الحياة مثل النّبات والحيوان والإنسان، ومن التّنافر والخلاف يحصل الانحلال ويدبّ الاضمحلال. ولهذا فإنّ كلّ ما ينتج عنه الائتلاف والتّجاذب والاتّحاد بين عامّة البشر هو علّة حياة العالم الإنسانيّ، وكلّ ما ينتج عنه التّنافر والاختلاف والتّباعد هو علّة ممات النّوع البشريّ.

وكلّما مررتم بإحدى المزارع ولاحظتم الزّرع والنّبات والورد والرّيحان ينمو منسجمًا متآلفًا كان ذلك دليلاً على أنّ هذه الحديقة نمت على يد بستانيّ كامل تعهّدها بالتّهذيب والإنبات، أمّا إذا شاهدتم الحديقة مشعّثة مضطربة بلا ترتيب ولا نظام استنتجتم أنّها حرمت من عناية البستانيّ الماهر فنمت فيها الأعشاب الضّارّة فأتلفتها. من ذلك يتّضح أنّ الألفة والالتئام دليل على تربية المربّي الحقيقيّ، وأنّ الفرقة والتّشتت برهان على الحرمان من التّربية الإلهيّة والبعد عنها.

ولعلّ معترضًا يقول: إنّ لأمم العالم وشعوبه وملله آدابًا ورسومًا مختلفة، وأذواقًا متباينة، وطبائع وأخلاقًا متعدّدة، وإنّ العقول والأفكار والآراء متفاوتة فكيف تتجلّى الوحدة الحقيقيّة ويتمّ الاتّحاد التّام بين البشر؟ فنقول: إنّ الاختلاف نوعان: أحدهما: الاختلاف المسبّب للانعدام والهلاك، كالاختلاف بين الشّعوب المتنازعة والملل المتقاتلة تمحو إحداها الأخرى وتخرّب وطنها وتسلبها الأمن والرّاحة وتعمل فيها القتل وسفك الدّماء. فهذا النّوع من الاختلاف مذموم. أمّا النّوع الآخر من الاختلاف فهو التّنوّع. وهذا هو عين الكمال وموهبة ذي الجلال.

لاحظوا أزهار الحدائق: فمهما اختلف نوعها وتفاوتت ألوانها وتباينت صورها وتعدّدت أشكالها إنّها لمّا كانت تُسقى من ماء واحد، وتنمو من هواء واحد، وتترعرع من حرارة وضياء شمس واحدة فإنّ تنوّعها واختلافها يكون سببًا في ازدياد رونقها وجمالها. وكذلك الحال إذا برز إلى حيّز الوجود أمر جامع – وهو نفوذ كلمة الله – أصبح اختلاف البشر في الآداب والرّسوم والعادات والأفكار والآراء والطّبائع سببًا لزينة العالم الإنسانيّ.

أضف إلى هذا أنّ هذا التّنوّع والاختلاف سبب لظهور الجمال والكمال، مثله في ذلك مثل التّفاوت الفطريّ والتّنوّع الخلقيّ بين أعضاء الإنسان الواقعة تحت نفوذ الرّوح وسلطانها. فإذا كانت الرّوح مسيطرة على جميع الأعضاء والأجزاء، وكان حكمها نافذًا في العروق والشّرايين كان اختلاف الأعضاء وتنوّع الأجزاء مؤيّدا للائتلاف والمحبّة وكانت هذه الكثرة أعظم قوى للوحدة.

ولو كانت أزهار الحديقة ورياحينها وبراعمها وأثمارها وأوراقها وأغصانها وأشجارها من نوع واحد ولون واحد وتركيب واحد وترتيب واحد لما توفر لمثل تلك الحديقة أيّ رونق ولا جمال بأيّ وجه من الوجوه. أمّا إذا تعدّدت ألوانها واختلفت أوراقها وتباينت أزهارها وتنوّعت أثمارها تسبّب كلّ لون في زينة سائر الألوان وإبراز جمالها وبرزت الحديقة في غاية الأناقة والرّونق والحلاوة والجمال. كذلك الحال في تفاوت الأفكار، وتنوّع الآراء والطّبائع والأخلاق في عالم الإنسان. فإنّها إذا استظلّت بظلّ قوّة واحدة، ونفذت فيها كلمة الوحدانيّة تجلّت وهي في نهاية العظمة والجمال والعلويّة والكمال.

من كتاب خطب حضرة عبد البهاء في أوروبا وأمريكا ص16

– المكتبة البهائية – http://reference.bahai.org/ar/

مناجاة

ديسمبر 17, 2010 عند 6:52 م | أرسلت فى Uncategorized, أنبياء, أبناء, أخ, أخت, أغاني, الفنون, المبادىء البهائية, المسلسلات الكورية, اليوم العالمي للمرأة - عيد الطفولة - البهائية - حضرة بهاء الله, الأنجيل, الأب, الأحتفال, الأديان, الأسرة, البهائية, البيت, امى, ابنتى, اصدقاء, باقة ورد, برامج, حقوق الأنسان, حديقة, حضرة الباب, حضرة عبد البهاء, رياضة, رحلة, رسل, زواج, صورة أطفال, صداقة, طفولة, عيد الأضحي, عام جديد | 2 تعليقان
الأوسمة:

 

إِلهِي إِلهِي، إِنِّي أُكِبُّ بوَجهِي عَلى تُرابِ الذُّلِّ والانْكِسَارِ وَأَدْعُوكَ بِكُلِّ تَضَرُّعٍ وَابْتِهَالٍ، أَنْ تَغْفُرَ لِكُلِّ مَنْ آذانِي وَتَعْفُوَ عَنْ كُلِّ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ وَأَهانَنِي، وتُبَدِّلَ سَيِّئاتِ كُلِّ مَنْ ظَلَمَنِي بِالحَسَناتِ وَتَرْزُقَهُم مِنَ الخَيراتِ وَتَقَدِّرَ لَهُم كلَّ المَسَرّاتِ وَتُنْقِذَهُم مِنَ الحَسَراتِ وَتُقَدِّرَ لَهُم كلَّ راحةٍ ورَخاءٍ وتَخْتَصَّهُمْ بِالعَطآءِ وَالسَّراءِ إِنَّكَ أَنْتَ المُقتَدِرُ العَزيزُ المُهَيْمِنُ القَيُّوم.

من الآيات البهائية

مناجاة طلب السلام

نوفمبر 23, 2010 عند 11:48 ص | أرسلت فى لوح أحمد, مناجاة, مواقع عالمية, مباراة, مدونين, أمي, أغاني, الفنون, الفضائل, القاهرة, المبادىء البهائية, المسلسلات الكورية, اليوم العالمي للمرأة - عيد الطفولة - البهائية - حضرة بهاء الله, السلام العالمي, تربية روحانية, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, درس, دعاء, روح, شعر, صورة أطفال, صداقة, طفولة, عام جديد, عادات | أضف تعليق
الأوسمة:

هو الله
آلهي آلهي قد أحاطت الليلة الدلماء كل الأرجاء وغطت سحاب الأحتجاب كل الآفاق وأستغرق الآنام في ظلام الأوهام وخاض الظلام في غمار الجور والعدوان . ماأرى الا وميض النار الحامية المتسعرة من الهاوية وماأسمع الا صوت الرعود المدمدم من الآلات الملتهبة الطاغية النارية وكل أقليم ينادي بلسان الخافية ( ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه ).
قد خبت ياألهي مصابيح الهدى وتسعرت نار الجوى وشاعت العداوة والبغضاء وذاعت الضغينة والشحناء على وجه الغبراء فما أرى إلا حزبك المظلوم ينادي بأعلى النداء حي على الولاء حي على الوفاء حي على العطاء حي على الهدى حي على الوفاق حي على مشاهدة نور الآفاق حي على الحب والفلاح حي على الصلح والصلاح حي على نزع السلاح حي على الأتحاد والنجاح حي على التعاضد والتعاون في سبيل الرشاد .
فهؤلاء المظلمون يفدون كل الخلق بالنفوس وبالأرواح في كل قطر بكل سرور وأنشراح تراهم ياألهي يبكون لبكاء خلقك ويحزنزن لحزن بريتك ويترأفون بكل الورى ويتوجعون لمصائب أهل الثرى .
رب أنبت أباهر الفلاح في جناحهم حتى يطيروا إلى أوج نجاحهم وأشدد أزورهم في خدمة خلقك وقو ظهورهم في عبودية عتبة قدسك أنك أنت الرحيم لا أله إلا أنت الرحمن الرؤوف القديم . حضرة عبد البهاء

دائما تأتي في الوقت المناسب

أكتوبر 23, 2010 عند 10:02 م | أرسلت فى Uncategorized, مدونات بهائية, مدونة باقة ورد, وحدة الجنس البشرى, الفنون, الفضائل, المبادىء البهائية, المسلسلات الكورية, السلام العالمي, الشهور, الطاهرة, الغناء, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, ست الحبايب, صورة أطفال, صداقة, طفولة | تعليق واحد
الأوسمة:

أتت أمي الحبيبة لبيتنا الصغير ومعها أختى الصغرى وكعادتهما أدام الله أعمارهما لا تفارقها البسمة والأمل والتفاؤل وبرغم معاناة أمى من الكبر إلا أنها دائما شاكرة لله ودائما ما تدفع الجميع صغيرا كان أم كبيرا للأمل والتفاؤل وهذا ما فعلته خلال زيارتها القصيرة لنا وخاصة بعد أن راجعنا طبيبنا وتبين لنا وجود بعض ما خلفه لنا الزمن من جهد وإرهاق وتعب السنين جائتا لتغيرا الروتين الملل وتصطحبانا في نزهة بحديقة صغيرة ولكنها مليئة بالأشجار والأزهار لنمارس رياضة المشى بين طرقاتها شريطة أن تخلو أذهاننا من التفكير ولا تحمل يدانا شىء حتى الموبايل …………سرنا في نشاط ومن بعيد كنت  ألمح إبتسامة أمى وعندما نصل إليها نسمع تعليقاتها  الحلوة وضحكتها الرنانة التي تشع علينا دائما بالأمل والسرور  فأجد روحهما دائما مستبشرة رغم التعب الجسدى وأدعو لها أن يمد الله في أعمارهما ويظلا يشعان على من حولهم بمثل هذه السعادة والأمل التي نحتاج إليها كثيرا وسط أعباء ومهام الحياة

إعلان رسالة حضرة الباب

أفريل 12, 2010 عند 4:43 م | أرسلت فى مناجاة, مواقع عالمية, مباراة, مدونين, مدونات بهائية, مدونة, مدونة بهائي مصري, مدونة باقة ورد, مدرسة, مشوار جد وجدة, إستشهاد حضرة الباب, المسلسلات الكورية, اليوم العالمي للمرأة - عيد الطفولة - البهائية - حضرة بهاء الله, السلام العالمي, الشهور, الطاهرة, الغاء خانة الديانة, الغرفة البهائية لحوار الأديان, اصدقاء, باقة ورد, تاريخ, جريدة نهضة مصر, حقوق الأنسان, حضرة الباب, حضرة بهاء الله, حضرة عبد البهاء, درس, رحلة, زواج, ست الحبايب, شعر, صورة أطفال, صداقة, طفولة, عالم, عادات | أضف تعليق
الأوسمة:

يحتفل البهائيون كل عام يوم 5  جمادي أول بعيد إعلان دعوة حضرة الباب ( حضرة علي محمد ) لرسالتة إلإلهية  التي طالما بشر بها الرسل والأنبياء وإنتظرها البشر بكل شوق لتتحقق الوعود الإلهية ويحل عصر من السلام على البشر كافة وتحمل حضرته في سبيل ذلك كافة أنواع الحبس والنفي والإيذاء  حتى نال كأس الشهادة في نهاية الأمر بكل محبة وفداء ، إذ تحقّقت بذلك النبوّات الخاصّة بمجيء المهدي تحقّقًا حرفيًّا، ففي الحديث الذّي رواه جابر والذّي تعتقده الشّيعة حديثًا صحيحًا جاء ما ينطبق على هذه الاضطهادات:-

“عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب، فيذلّ أولياؤه في زمانه، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس التّرك والدّيلم، فيقتلون، ويحرّقون، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرّنة في نسائهم، أولئك أوليائي حقًا، بهم أدفع كل فتنة حندس، وبهم أكشف الزّلازل، وأرفع الأوصاد والأغلال “.

كان مجىء حضرة الباب برسالته الفريدة  تميدا لظهور رسالة أعظم للبشرية هي رسالة حضرة بهاء الله  فكما أن طلوع الفجر يبشر بشروق الشمس، فكذلك كان ظهور حضرة الباب علامة لطلوع شمس حضرة بهاء الله.أي انه كان صبحا نورانياً بحيث نور الآفاق وظهرت تلك الأنوار شيئاً فشيئاً إلى أن تجلت شمس طلعته المنيرة……………… فقد بشر في جميع كتبه بظهور حضرة بهاء الله وبأن ظهوراً عجيباً سيظهر

إن حضر الباب أمضى حياته القصيرة في النفي والعذاب، وبالرغم من ذلك كان بشوش الوجه وحسِن الأخلاق، فهناك قصة لن أنساها لحضرته سوف أرويها لكم (أمر حاكم إيران في أحد الأيام بالقبض على حضرة الباب، فأرسل إلى بوشهر خيالة من حرسه الخاص وأعطاهم أوامر مشددة بالقبض على حضرة الباب وتكبيله بالحديد وإحضاره إلى شيراز، في هذه الفترة ترك حضرة الباب بوشهر إلى شيراز وفي الطريق بين هاتين المدينتين التقى به الحراس، وفيما بعد ذكر قائد الحرس هذه القصة عن لقائه مع حضرة الباب قائلاً: (عندما اقتربنا منه سلم علنا وسألنا عن وجهتنا، فرأيت أنه من الأفضل آن أخفي عنه مأموريتنا، فقلت له إن حاكم فارس أمرنا بمهمة في تلك الجهة فأبتسم قائلاً: إن الحاكم أرسلكم للقبض علي، فها أنذا، أعملوا بي كما تريدون، لقد حضرت لمقابلتكم كي أوفر عليكم السير وسهلت لكم مأمورية البحث عني، فدهشت من إجابته وعجبت من صراحته واستقامته، ولم أقدر آن أفهم سبب استعداده لتسليم نفسه من تلقاء ذاته وتعريض حياته للخطر، وحاولت أن أتجاهله وأردت الرحيل، ولكنه أقترب مني وقال: قسماً بالحق الذي خلق الإنسان وميزه وفضله على جميع الكائنات، وجعل قلبه مقر سلطنته ومعرفته، إني في جميع أدوار حياتي لم اتكلم إلا بالحق ولم يكن لي قصد سوى تقدم أبناء جنسي، تاركاً راحتي، ولم أكن سبباً في حزن آو أذى أحد، إني اعلم أنكم تبحثون عني لذلك فضلت آن اسلم نفسي لكم بدلاً من آن تتعرضون للمسؤولية أو تتحملوا مشقة غير لازمة من اجلي، هذه الكلمات هزت قلبي فنزلت فوراً عن جوادي وقبلت ركابه، وقلت له يا نور عين رسول الله استحلفك بالذي خلقك وأعطاك هذه القوة والمقام الأعلى، بان تقبل رجائي وتجيب تضرعي وتهرب من هذا المكان وتتجنب الحضور أمام وجه حسين خان، فإني أخاف عليك من مكروه ولا أرضى أن يقع رجلاً مثلك من سلالة رسول الله تحت تأثير دسائسه الخبيثة ………… فأجاب حضرة الباب: جزاك الله عني كل خير لنبالة وعظمة مقصدك، ولكن لا أحد يعلم سر أمري أو يطلع على خافيته، إنني لم احول وجهي أبدا عن أمر الله وقضائه، فهو حصني ووليّي وملجأي والى أن تأتي الساعة الأخيرة لا يقدر أحد أن يضرني ولا أن يبطل حكم الله، وإذا أتت ساعتي فما اعظم سروري لتجرع كأس الشهادة لأجل اسمه فها انذا سلمني ليد سيدك ولا تخف لأنه لن يلومك في ذلك أحد، فقال رئيس الحرس: إني لذلك خضعتُ لارادته ونفذت أمره، واكمل حضرة الباب سفره إلى شيراز، وكان يسير أمام الحراس بلا قيد وهم يتبعونه بكل إجلال واحترامكما ذكرت سابقاً آن حضرة الباب ولد في1 محرم 1235هـ الموافق 20 أكتوبر 1819، في مدينة شيراز في جنوب إيران، في بيت مشهور بالشرف من العترة النبوية الشريفة وكان والده السيد محمد رضا من ذرّيّة الرسول(ص)أنا أنا، أنا الموعود، أنا الذي تتضرعون لظهوره منذ آلف سنة وتقومون عند سماع اسمه وتشتاقون للقائه عند مجيئه وتدعون الله بان يعجل فرجه الحق أقول لكم إن طاعتي واجبة على أهل الشرق والغرب

الصفحة التالية «


Entries و تعليقات feeds.